التلذّذ بالصلاة من مختصّات الإنسان الكامل

من بيانات سماحته حول الصلاة
pic-1176-1468152550

في كلام الله يُسمع الصوت من كل حدب وصوب، واللذة والتنعم الحاصلان من ذلك أعظم بكثير من لذّة الأكل والشرب، وقد جاء في رواية للإمام الصادق (ع) حول آية «إياك نعبد» ([1]): «لازلت أكرِّرها حتى سمعتها من قائلها»([2]).

إنّ الأكل والنوم، والإهتمام ببعض الشؤون الحيوانية الأخرى، قد نزلت بنا إلى أسفل من درجة بعض الحيوانات، يقول الله تبارك وتعالى: «وأوحى ربّك إلى النَّحل»([3]).

والله تعالى يعلم الأعمال العجيبة التي يمارسها النَّحل، في حين نحن البشر، ومع ادّعائنا  بأننّا أشرف المخلوقات، من غير المعلوم أننّا نستطيع إنجازها. يقول الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلم:

«حُبَّب إليَّ من دنياكم: النساء والطِّيب، وجُعل قرّة عيني في الصلاة»([4]).

وكلّ واحدة من هذه المذكورات لها محبوبية ولذّة تكوينية، ولكن اللذّة الحاصلة من الصلاة هي أكثر من اللذّة الحاصلة من النساء والطيب. لكن ماذا نعمل وذائقتنا مالحة ومرّة، ولهذا ترى أحدنا همّه الفراغ من صلاته والإنتهاء منها! وبعض أنواع الفراشات والنحل تطلب الرائحة الطيبة أيضاً، والإنتفاع من الجنس المخالف مشترك بين الحيوانات كذلك، ولكن التلذّذ من الصلاة هي من مختصّات الإنسان الكامل.

 

[1] ـ الفاتحة:5

[2] ـ انظر بهذا المضمون: مفتاح الفلاح: 372، فلاح السائل : 107، بحار الأنوار 47/58، /8 /247، مستدرك الوسائل 4/106.

[3] ـ النحل : 68.

[4] ـ وسائل الشيعة 1/ 442، 2/ 144، بحار الأنوار 73/141، 79/211، الخصال: 165.