الكلمة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم 

ماذا يجب أن نفعل في الابتلاءات الداخلية والخارجية[1]؟ ماذا يجب أن نعمل؟ ما هو الّذي فعلناه حتّى ابتلينا بهذه الأشياء [الابتلاءات]؟ يجب علينا التفكير في أنّنا ماذا فعلنا حتّى صرنا بلا كفيل[2]؟

المشكلة في هذا، أنّنا لا نصلح أنفسنا، ولم نصلحها ولن نصلحها، لسنا بصدد أن نصلح أنفسنا، ولو كنّا قد أصلحنا أنفسنا لما ابتلينا بهذه البلايا!

يقول [النبي الأكرم (ص)]: «ألا أخبِركُم بِدائكُم ودوائِكُم، داؤكُم الذُّنوب ودواؤكُم الاستغفار»[3] .

نحن نريد أن نفعل ما تهوى قلوبنا، أمّا الآخرون فلا حقّ لهم أن يسيؤوا إلينا!!

نحن أنفسنا ، لنفعل ما نفعل بالمقرّبين منّا [و بـ] أصدقائنا، أما الآخرون [و] الأعداء فلا يحقّ لهم الإساءة إلينا!

نحن لو أصلحنا أنفسنا، الله تعالى كافٍ، الله هادٍ. نحن لا نريد إصلاح أنفسنا، لكن نحبّ أن لا نرى أذيّة من الآخرين أيضاً، الّذين مجبولون على الإيذاء يقومون بعملهم، إلّا أن يمنعهم كافٍ وحافظ[4].

نحن [معاشر المسلمين] لو كنّا على الطّريق، وكنّا نسير عليها، فمن كان يقتل أمير المؤمنين عليه السلام؟ من كان يقتل الحسين بن علي (عليهم السلام)؟ من كان يجعل هذا الّذي هو الآن موجود (إمام الزّمان |)، الموجود منذ ألف سنة، مغلول اليدين؟

نحن أنفسنا لسنا راغبين بإصلاح أنفسنا! لو أصلحنا أنفسنا، يصلُح جميع البشر تدريجياً.

نحن نريد أن نكذب إذا رغب قلبنا [إذا شئنا]، لكن الآخر لا يحقّ له أن يكذب علينا وعندنا. نحن نؤذي أصدقاءنا والصالحين، أما السيّئون لا حقّ لهم في إيذائنا.

يا هذا أصلح ما بينك وبين الله عزّ وجلّ يصلح الأمر، لماذا تفعل كلّ ما يهوی قلبك في السرّ والعلن؟ ألم يقل [الله تعالى]: « وَ مَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّه مَخْرَجاً وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إنَّ الله بَالِغُ أمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكلّ شَيءٍ قَدْراً »[5].

هل يمكن ألّا نكون [مع] الله ويكون الله عوناً لنا في كلّ أمر جزئيّ وكلّي[6]، وفي الأُمور الداخلية وفي الأُمور الخارجية[7]؟! إذن لا حيلة من البليّات الدنيوية والأخروية، الداخلية والخارجية، إلّا أن نكون إلهيين، ونكون مع الله، وملازمين لأهل الله واتّباعهم.

نحن لو ابتعدنا عن الأنبياء والأوصياء، فذئاب الداخل والخارج[8] تلتهمنا [على الفور].

نحن إن كنّا نخشى الله، فسيهابنا الأشخاص الّذين لا يعرفون من نكون بتاتاً، [و لا يعرفون] ما هو عملُنا، [لكن سـ] يخافون أن يقوموا بما يغضبنا عليهم! لماذا؟ لأننّا إذا نكون مع الله سيكون غضبنا غضب الله عزّ وجلّ.

قيل لسيّد الشهداء (عليهم السلام): لو أذنت لنا لأهلكنا أعداءك هؤلاء قبل أن تذهب إلى مكان، وقبل أن تقوم من مقامك. قالها الجنّ، فقال (عليهم السلام): «و الله إنّي لأقدَرُ منكم على ذلك ـ هذا الّذي يعرف الاسم الأعظم ـ ولكن إذا لم أُقتل، فبم يُمتحن هؤلاء الناس الّذين هم على هذه الشاكلة[9] «الخلق المنكوس»[10]؟

[هذه] دار امتحان. فكروا دائماً في إصلاح أنفسكم، لكيلا يبقى عائق [و] مانع فيما بينكم وبين ربّكم. لو أصلحتم وأزلتم الموانع بينكم وبين الله ووسائطه [من الأنبياء والأوصياء]، الله يصلح ما بينكم وبين الخلق.

الآن، لقد ابتلينا، بلغنا بالأمر إلى حدٍّ، نحن، كبارنا[11]، من السّقيفة وقبل السّقيفة[12]، في تلك الحجرة[13] وقبل تلك الحجرة[14]، صيّرنا الأمر شبراً بشبر إلى حيث صرنا أعداء بعضنا مع بعض، قد رأوا[15] كلّ تلك الأمور الّتي هي من أعمالنا، وإلّا لماذا المسلمون أعداء بعضهم بعضاً، فضلاً عن عداء غير المسلمين تجاههم، لماذا يكون هكذا؟

كل ما نراه هو من أعمالنا! أيجب أن نتوب من أفعالنا أم لا أيجب علينا أن نتوب؟ [هل] نختار ما هو الأصلح لنا حالياً!! يا هذا ليس هناك ما هو أصلح من أن نكون نحن أنفسنا صالحين!

الآن، وقد فعلنا هذه الأفعال، علينا أن نتوب، أن نتضرع إلى ذلك الباب العالي والباب الأعلى، علينا أن نذهب إليه [لـ]ينجينا، أولاً من شر أنفسنا وداخل أنفسنا، بعدها من شر الآخرين «أعدى عدوك نفسك الّتي بين جنبيك»[16] هذه الشهوات، وهذه الغضبات بلا مبرر، والشهوات الّتي في غير محلّها، كلّها جنود الشياطين، جنود الكفّار هي الّتي في داخل نفس الإنسان.

بالنّهاية، الآن وقد وصلنا بالأمر إلى هنا[17]، نحن نعلم أنّ الدواء هو الاستغفار، فهل نستغفر؟

لا حيلة لنا سوى السير إلى الله عزّ وجلّ، وإذا لم نذهب إليه، فلو رفعت الموانع، فإنّما ترتفع مؤقتاً ولا ترفع دائماً، [إنَّما] تبقى.

علينا أن نعلم بأنّ علاجَنا هو إصلاح النفس في جميع المراحل، ولن نستغني عن ذلك، وبدون ذلك لن يتمَّ عملنا.

مع الاعتراف بأن ما حلّ ويحلُّ بنا هو نتيجة أعمالنا، فما لم نصلح أنفسنا، وما لم نرتبط بالله عزّ وجل وبخلفائه (عليهم السلام) فإن أمرنا لن يصلح، إلى غد، لما بعد الغد، هذا لا يكون ممّا لا ينبغي.

ما لم تتقوَّ علاقتنا بولي الأمر إمام الزمان صلوات الله عليه [و] دون إصلاح النفس، هل سيصلح عملنا؟ هل نحن على ما نكون اليوم عليه، يمكن أن يصلح أمرنا من دون إصلاحنا أنفسنا؟ ما دام في العالم راشٍ ومرتشٍ ورائشٍ هل يمكن أن يتمّ الأمر؟

[ينقل] أحدهم، [أي] كَتَبَ الخوارزمي أنّ أحد قادة جيش أمير المؤمنين (عليهم السلام) في صفّين تمكّن من الوصول إلى باب خيمة معاوية بن أبي سفيان بنحو كان قتل معاوية ـ فضلاً عن أسره ـ أسهل عليه من شرب الماء. ولم يورد في هذا النقل أي ذكر عن قضية الجانب الآخر، وأنّ مالكاً الأشتر كان هناك في تلك الجبهة وذلك المكان.

في تلك الحال يرسل معاوية إلى هذا الشخص: «لقد أكملت عملك، ونحن نعترف لك بالغلبة «ظفرت وانتصرت»، لكننا نقول لك إن تراجعت تكون خراسان لك، باختيارك، هل تريد خراسان أم لا؟ أتريد أن تتقدّم وتقضي علينا، لكن أقول لك إذا تراجعت بعد ما غلبت، فإن خراسان تكون لك!» لقد تراجع ذلك الشقي السيّء الحظّ. مع تلك القدرة [و] مع تلك القوّة وتلك الغلبة الّتي حصّلها في تلك الساعة، كان يريد خراسان مثل عمر بن سعد [الّذي] كان يطلب الري، وآل الأمر الى ما نعلمه جميعاً، من خسران الدنيا والآخرة، لقد باع هذا الشقي دينه بدنياه، لقد مات وذهب إلى جهنّم قبل أن تقع خراسان بيد معاوية، ولم ينل أي [شيء]، لا خراسان ولا الجنّة. [حصل على] جهنم وفقد خراسان أيضاً، كعمر بن سعد!

ما لم نصلح أنفسنا هل بإمكاننا إصلاح المجتمع؟ أنت إذا لم تصلح نفسك ففي آخر الأمر سوف تفعل فعلتك، سوف يؤول الأمر الى أن يهمسوا في أذنك [لرشوتك] بالمقدار الّذي لم تكن لتحلم به!

هل يمكننا إتمام عملنا من دون الإصلاح؟

أولئك الّذين يتعاملون بالرشاوى [الّذين] لا أحد مطّلع على حالهم، بأنّه هل هذا الشخص ثابت مؤتمن أو غير ثابت، هل هو مرتش أم غير مرتشٍ؟ إذن تبيّن أنّا نحن لا نريد، ومع أنّنا لا نريد فإنّنا نريد المضيّ في هذا الطّريق[18]!

محالٌ [أن يكون] البلد الّذي فيه الجاسوس أو آكل الرشوة، الراشي، الواسطة [في الرشوة]، [هل] يمكن لأحد أن يقول فلنذهب للإصلاح؟

هذا محال! نجعل [الوضع] أسوأ، لأنّك لو لم تذهب، لما حصل ذلك!

بالنّهاية: علينا إصلاح أنفسنا. [الحل] ينحصر في ذلك، وإلّا أما أكل (رضا خان) الرشوة في إيران؟ [ألم] يعطوه إيران بهذا الشرط أن يكون خادماً لهم؟ (مصطفى كمال) ألم يعطوه تركيا بشرط أن يكون خادماً لهم، ويعطي المستعمرات للكفار؟ ذاك الآخر في الحجاز، ألم يعطوه الرشوة، بأن نعطيك الحجاز [و] نخرج هؤلاء[19]،اسمع [و أطع] كلّ ما نريد!

هذا هو عملنا، [هل] جاء هؤلاء من جهنّم ونحن جئنا من الجنّة؟ نحن يجب أن نخاف من أنفسنا أيضاً، الآن الحمد لله لم تحصل هذه القضية بأن يقولوا لنا: نعطيك ما لم تحلم به، بعدها يعرفون أيضاً كيف يأخذونها من أيدينا بعدّة أضعاف!

بالنّهاية من دون إصلاح النفس، لا يمكن أن يحصل أي تقدّم للعمل [أو] أن نعمل عملاً لمجتمعنا، سنكون رفيق نصف الطّريق، نودّع زملاءنا وقتـ[ها][20]

 

بالنّهاية الآن ماذا علينا أن نعمل؟ نفس العمل الّذي قلناه، لا يمكن التخلّي عن الإصلاح. حسنٌ، الآن إصلاحنا الحالي في ماذا؟ إنّه يكون في الرجوع عن الأعمال الّتي نعلم أنّنا نعملها في الدّاخل[21] أو الخارج[22] ، نقيم العلاقة مع الأجانب، العلاقة الّتي تكون لصالحهم، لا العلاقة الّتي تكون لصالحنا! وإلّا فـ[مع امتلاكنا] لمثل هذا القرآن الواضح، [و مع امتلاكنا [لـ]نظائر القرآن، [أي] الصحيفة السجادية ونهج البلاغة، مع هذه [الكتب] الّتي لو أُذِن للحائط لصدّق كلامنا [و أذعن] وصار معنا، كيف تخلَّفنا ها هنا بأن صرنا نمدّ يد الاستجداء إلى مجموعة من الوحوش والحيوانات والمفترسة رغبة في أن يعطوننا قرضاً!

على هذا، [هذه المصائب هي نتيجة] الأعمال الّتي نحن ارتكبناها، ولا تدبير إلاّ أن لا نعملها فيما بعد. ولنعرف أنفسنا ونعرف من [الّذين] هم منّا، لا نسمح لهم أن يدخلوا من داخلنا[23] بيننا ويعملوا أموراً ضدّنا!

بالنهاية [ألا] نستطيع أن نجد أنفسنا[24]، و[نجد ونميّز] المفسد والمصلح ، ألا يمكننا؟

بالنّهاية يجب أن نصلح أنفسنا. ألا يمكننا هذا المقدار أن نقول [إن الشخص الّذي] قد ارتكب العمل الكذائي، وقال ذاك الكلام الكذائي، ذاك المجلس، قام بالعمل الكذائي، كان فلاناً، وكان فلان شاهداً [و الّذي] نشر هذه الكلمة، [وقد] أفشى هذه الكلمة، كان فلان، [وقد] سُجَّل في المكان الكذائي. اعرفوا كلام الّذين يرتكبون هذه الأعمال، اعرفوهم، اعرفوهم [الآن لئلّا] تقولوا ما كنّا نعرف، ما كنّا نعلم. لو أصبح علاج الأمر واضحاً وبيّناً، نقول: لا، نحن لا نعلم، ما كنّا نعلم أي أشخاص كانوا، أي شيءٍ كان، ماذا لم يكن، شخص قد قال![25]

بالنهاية يجب أن نوضح لبعضنا [بأنّه] فلان هو رفيق، فلان هو رفيق بالفعل، لكن إلى متى [فهو] غير معلوم، الله يعلم إلى أي شيءٍ يكون، إلى أي قدر يعطي، إلى أي حد يشبعنا [يلبي رغباتنا]، إلى أي حدٍ يبقينا، و[يبقي] ميولنا، وأهواء أنفسنا.

نفس هذا التوضيح [لبعضنا] بحيث لا يأتي أحد غداً [و] يقول: إنها كانت إشاعة ولم تكن حقيقة، لم نستطع التفحّص والتحقّق من ذلك[26]، يا هذا، الأشخاص الّذين جاؤوك الآن [و] اقترحوا عليك الأمر الفلاني، كان بينهم فلان وفلان، ذاك[27] يكون سوابقه على ذاك النحو. يا هذا احذر لأجل الدين، احذر لدين الله، لا تعطِ زمام أمرك لمن لا تعرفه، ولا ترافقه، حصّن ما حولك تحصيناً كاملاً[28].

قال رجل (من أهالي مدينة خُرّم آباد): [أنه] جاءه شخص في سوق طهران [و قال له]: «يا سيد صرِّف لي هذه العشرة توامين!»[29]. يقول: فأخرجت المحفظة [من جيبي] فرأيت أنني أملك [نقوداً من فئة] العشرة توامين فقط، فقلت: «انظر يا سيد إن النقود في محفظتي من فئة العشرة توامين، أنا لا أملك فئات أصغر لأعطيك إيّاها!». كان يقول: رأيت أمام عيني أنّ هذا الشخص أخرج النقود من محفظتي وذهب بحيث جعلني متحيّراً أنّه كيف أخذ النقود، [هل] استعمل السّحر؟ كيف أخذها؟ ما فهمت!

قال ذلك السيد: «الآن كلّ من يطلب مني أن أستخير له، [فإنّي أولاً] أنظر حولي جيداً، وأضمّ عباءتي ثمّ أجيب! لماذا؟ لأني رأيت تلك القضية [أي سرقة النقود]!».

إننا مع كوننا نرى كلّ هذه القضايا لكننا لا نخاف من أحد!

فهل [درجة] توكُّلِنا على الله كبيرة، أو هل قوّة إيماننا كبيرة!؟ أجل [كأنّه] لا يمكن لأحد أن يخدعنا!!

أيّها السّادة إنّهم سوف يتواصلون معكم من خلال أصدقائكم، لا بواسطة أعدائكم.

بالنّهاية يجب أن نعمل هذه الأمور، لكيلا تختلط بيننا الأمور، ولا تتعكّر المياه فيصطاد المصطادون [في الماء العكر]!. ولا يزداد الفساد بيننا عمّا هو عليه الآن!

هذا أمر، [و الأمر] الثاني: في خلواتنا مع الله، [و] في تضرعاتنا، [و] توبتنا، [و] صلواتنا، [و] عباداتنا، خصوصاً أن نقرأ الدّعاء الشّريف «عظم البلاء وبرح الخفاء». أن نطلب أن يُوصل صاحب الأمر. لنكن معه. فإن أوصله الله تعالى [أي إن أظهر الإمام] فبها ونعمت، وإن لم يوصله [أي لم يظهر في زماننا] لا نبتعد عنه[30]، لا نبتعد عن رضاه. إنّه يرى ويعلم ما نتكلّم به بعضنا مع بعض، إنّه عين الله الناظرة، وأذنه الواعية، ويسمع كلامنا قبل أن نسمعه نحن. بل نحن أنفسنا عندما نتكلّم، هناك فاصلة إلى أن يأتي هذا الصوت من الشفتين إلى الأذن، [هو (عليهم السلام)] يسمع كلامنا قبل هذه الفاصلة، قبلنا يسمع كلامنا! فهل يمكننا مع هذا أن نقوم بعمل لا يشعر به؟ هل يمكننا أن نفعل فعلاً لا يعلمه؟

نقل أنّ رجلاً وامرأة من البوذيّين -الّذين يعتقدون أنّ في دينهم نكاحاً وسفاحاً- تواعدا معاً على الفحشاء، قالا: «يجب أن نجد مكاناً خالياً حتّى نقوم بفعلتنا!»، فوجدا بيتاً خالياً، وجدوا في هذا البيت غرفة مقفلة، حيث لو فرض أن شخصاً دخل في البيت لا يتمكّن من دخول هذه الغرفة. بالنّهاية [عندما دخلا الغرفة وأرادا أن يهمّا بفعلتهما] شعر أحدهما بوجود صنم داخل الغرفة، الآن لا يوجد أي مانع، لا مانع في البيت فضلاً عن أن يكون هناك مانع في الغرفة، أخذ ثوباً ووضعه على الصنم لكيلا يرى الصنم فعلتهما، لكيلا يرى ذلك الإله المزيّف ما يعملانه!

فهل يمكننا نحن إخفاء أعمالنا عن الإله الحقيقيّ، [بنحوٍ] لا يرى ما نعمله ولا يعلم ما نرتكبه؟!

[هناك من] يأتون للإنسان يقولون: ليست مشكلة، اسمح لنا بتوقيع رسالة. لا يلزم أن تتعب نفسك وتوقّعها أنت، أنتم اسمحوا لنا بالتوقيع نيابة عنكم، يتم الأمر... تلك أجرته، ذاك ثمنه، ذاك...!

بالنّهاية لا يمكننا أن نخفي أعمالنا عن الله عزّ وجلّ، [هو] القادر، [هو] الناظر، [هو] العليم، [هو] الحكيم. وما لم نصلح ما بيننا وبينه فلن يصلح أمرنا! فماذا علينا الآن؟ [علينا] نحن

 [أن] نخاف من أنفسنا فضلاً عن الآخرين! لأننا ما ندري ماذا سيقولون لنا غداً؟

بالنّهاية يجب أن نحفظ أنفسنا من أنفسنا! نلتفت جيداً إلى القاعدة، لكيلا نغوى من أنفسنا، ولا نُهدّد من أنفسنا، لا نُطمّع من قبل أنفسنا، وعندما نحرز هذه المطالب كلّها فلا نرفع أيدينا عن التضرعات، عن الإنابة، وعن التوبة، وعن طلب التوبة، وطلب التوفيق للتّوبة، في الخلوات بيننا وبين ربّنا.

نسأل الله عزّ وجلّ بواسطة الأنبياء [و نبيّنا (ص)] وأوصيائه(عليهم السلام) ووصيّه الحاضر[عجل الله تعالى فرجه]، الّذي هو حاضر عند العارفين به وبحقّه، ألا يحرّفونا عن الكون مع الله، وعن الربانيين، وعن وسائط المدد الإلهي، ولا يحرّفونا، وأن يجعلنا بصيرين ومبصرين، لنكون عارفين بأنفسنا، لنعرف من هم منّا، لنعرف الربّانيين، حينئذٍ يُعرف مخالفيهم أيضاً!

 

والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

[1] لعل المراد من الداخلية ما تهوى الأنفس، و من الخارجية ما يطرأ من شياطين الإنس و الجن.

[2] بلا قائد أو إمام.

[3] قال P: «ألا أخبركم بدائكم من دوائكم ؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: داؤكم الذنوب و دواؤكم الاستغفار». بحار الأنوار، ج ٩٠، ص ٢٨٢.

[4] أي إلّا أن يمنعهم الله.

[5] سورة الطلاق، الآية ٢ و ٣.

[6] الأمر الجزئي ما يرتبط بالأُمور الشخصية لكل أحد، و الأمر الكلي ما يرتبط بالأحكام الكلية الشاملة لكل فرد و زمان و مكان.

[7] الأُمور الداخلية مرتبطة بإصلاح النفس و التزكية من من التخلية و التحلية، و الأُمور الخارجية مرتبطة بعلاقات الشخص مع غيره.

[8] الشهوات النفسانية و شياطين الجنّ و الإنس.

[9] هذه السّجايا و الرّذائل.

[10] بحار الأنوار، ج ٤٤، ص ٣٣١.

[11] هم الّذين يعدّهم المسلمون من أكابر الصّحابة.

[12] لعلّ المراد رزيّة يوم الخميس!

[13] أي الحجرة الّتي وقعت فيها رزيّة يوم الخميس و هي سقيفة بني ساعدة المعروفة في التاريخ.

[14] لعلّ المراد التخلّف عن جيش أسامة أو واقعة العقبة!

[15] أي المنافقون الّذين وقفوا على آثار أعمالهم.

[16] بحارالأنوار، ج ٦٧، ص ٦٤.

[17] العداء بين أنفسنا و عدم الاهتمام بإصلاح نفوسنا.

[18] أي نحن لا نريد التزكية و لكن نريد آثارها و لوازمها!

[19] أي الفلسطينيين.

[20] عند عروض الطوارئ و الامتحانات لا نستمرّ على الطّريق.

[21] فيما بين المؤمنين، أو فيما تهوي نفوسنا من الشهوات.

[22] فيما يرتبط بغير المؤمنين، أو فيما يرتبط بغير هوى النفس من شياطين الجنّ و الإنس.

[23] أي من بطانتنا.

[24] أي نجد صلاحنا من فسادنا و مصلحنا من مفسدنا.

[25] أي نعتذر بعد النّدم بما يمكن رفعه قبل النّدم.

[26] أي يمكن الاحتياط و الفطانة حتّى عند عدم التمكن من الفحص.

[27] أي أحدهم.

[28] أي احتط و احذر من البساطة.

[29] اسم العملة في إيران.

[30] أي عن جنب الإمام الحجّة |.