السّادة الّذين يطلبون الموعظة، يطرح لديهم السّؤال: «هل عملتم بالمواعظ الّتي سمعتموها لحد الآن أم لا؟»
هل تعلمون: «أن من عمل بمعلوماته، يجعل الله مجهولاته معلومة»؟
إذا لم يعمل بالمعلومات ـ عن اختيار ـ هل من اللائق توقّع زيادة المعلومات؟
هل يجب أن تكون الدعوة إلى الحقّ بطريق اللّسان؟ أما قالوا [أي أهل البيت (عليهم السّلام)، ما مضمونه]: «كونوا دعاةً للحقّ بأعمالكم»[1]؟
هل علينا أن نعلّم طريق التّعليم، أو علينا تَعَلُّمَهُ؟
[أفلا يتّضح] جواب هذه الأسئلة من القرآن الكريم: «والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا»[2] ومن كلام المعصوم : «مَنْ عَمِلَ بِما عَلِم، وَرّثه الله عِلْم مَا لَمْ يَعْلَم»[3].
و«مَنْ عَمِلَ بِمَا عَلِم كُفِي مَا لَمْ يَعْلَم»[4].
وفقنا الله أن لا نجعل ما نعلمه تحت أقدامنا، ونتوقف ونحتاط فيما لا نعلمه حتّى يصبح معلوماً.
لا نكون ممن قالوا [أو قيل فيهم]:[5]
لأجل المصلحة، زينّوا المجلس [و أقاموه]
جلسوا وتحدّثوا وقاموا
وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأقل محمد تقي البهجة
المشهد المقدس الرضوي
مطابق ربيع الأوّل ١٤١٧ هـ .ق
[1] عن أبي عبد الله الصادق (عليه السّلام): «كونوا دعاة الناس بغير ألسنتكم ليروا منكم الورع ، والاجتهاد والصّلاة والخير فإن ذلك داعية». روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، ج ١٢، ص ٧٦.
[2] سورة العنكبوت، الآية ٩٩.
[3] روضة المتقين، ج ٢، ص ٣٢٢. و في البحار، ج٤٠، ص ١٢٨: عن النّبي صلى الله عليه و آله: «من عمل بما يعلم ورثه الله علم ما لم يعلم».
[4] ثواب الأعمال، ص ١٣٣.
[5] ترجمة لشعر فارسي تقدم ذكره.