توصية سماحته لطلب الأوّلاد

يلبس كلّ واحد منكما خاتما من فيروزج قد نُقِشَ عليها الآية المباركة: «رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدَاً وَ أَنتَ خَيرُ الْوَارِثِيِن»[1] . (أحدهما في يد الزوج والآخر في يد الزوجة) وأحرصوا أن لا يتنجّس، واعملوا بهذين الحديثين[2] خصوصاً الحديث الثاني حتّى تحصل النتيجة.

 

الأوّل: عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الأوّل محمّد الْبَاقِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليهم السّلام) أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَيْهِ قِلَّةَ الْوَلَدِ وأَنَّهُ يَطْلُبُ الْوَلَدَ مِنَ الْإِمَاءِ والْحَرَائِرِ فَلَا يُرْزَقُ لَهُ وهُوَ ابْنُ سِتِّينَ سَنَةً فَقَالَ (عليه السّلام): قُلْ: ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي دُبُرِ صَلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وفِي دُبُرِ صَلَاةِ الْفَجْرِ سُبْحَانَ الله سَبْعِينَ مَرَّةً واسْتَغْفِرِ الله سَبْعِينَ مَرَّةً وتَخْتِمُهُ بِقَوْلِ الله عَزَّ وجَلَّ: «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً»[3] ثُمَّ وَاقِعِ امْرَأَتَكَ اللّيلةَ الثَّالِثَةَ فَإِنَّكَ تُرْزَقُ بِإِذْنِ الله تَعَالَى ذَكَراً سَوِيّاً. قَالَ: فَفَعَلَ ذَلِكَ فَلَمْ يَحُلِ الْحَوْلُ حتّى رُزِقَ قُرَّةَ عَيْنٍ.

 

الثاني: عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ(عليه السّلام) قَالَ: وَفَدْتُ إِلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فَأَبْطَأَ عَلَيَّ الْإِذْنَ حتّى اغْتَمَمْتُ وكَانَ لَهُ حَاجِبٌ كَثِيرُ الدُّنْيَا لَا وَلَدَ لَهُ فَدَنَا أَبُو جَعْفَرٍ(عليه السّلام) فَقَالَ: هَلْ لَكَ أَنْ تُوصِلَنِي إِلَى هِشَامٍ فَأُعَلِّمَكَ دُعَاءً يُولَدُ لَكَ وَلَدٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ, وأَوْصَلَهُ إِلَى هِشَامِ فَقَضَى حَوَائِجَهُ, فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ الْحَاجِبُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ الدّعاء الّذي قُلْتَ فَقَالَ: نَعَمْ, تَقُولُ فِي كلّ يَوْمٍ إِذَا أَصْبَحْتَ وأَمْسَيْتَ: سُبْحَانَ الله سَبْعِينَ مَرَّةً وتَسْتَغْفِرُ الله عَزَّ وجَلَّ عَشْرَ مَرَّاتٍ وتُسَبِّحُهُ تِسْعَ مَرَّاتٍ وتَخْتِمُ الْعَاشِرَةَ بِالِاسْتِغْفَارِ تَقُولُ «اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً»[4] فَقَالَهَا الْحَاجِبُ: فَرُزِقَ ذُرِّيَّةً كَثِيرَةً/ وكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَصِلُ أَبَا جَعْفَرٍ وأَبَا عَبْدِ اللهL, قَالَ سُلَيْمَانُ: فَقُلْتُهَا وقَدْ تَزَوَّجْتُ ابْنَةَ عَمِّي وقَدْ أُبْطِأَ الْوَلَدُ مِنْهَا وعَلَّمْتُهَا أَهْلِي فَرُزِقْتُ وَلَداً وزَعَمَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّهَا حِينَ تَشَاءُ أَنْ تَحْمِلَ حَمَلَتْ إِذَا قَالَتْهَا وعَلَّمْتُهَا غَيْرَهَا مِمَّنْ لَمْ يَكُنْ يُولَدُ لَهُ فَوُلِدَ لَهُمْ وُلْدٌ كَثِيرٌ.

 

[1] سورة الأنبياء، الآية ٨٩.

[2] هاتان الروايتان نُقلِتَا بشكلٍ مختصر من كتاب مستدرك الوسائل، باب النكاح الحديث رقم ١٧٧٢٣ و ١٧٧٢٤.

[3] سورة نوح, الآيات ١٠-١٢.

[4] سورة نوح, الآيات ١٠-١٢.