بشارة الطّفل الموعود

في ليلة الجمعة الخامس والعشرين من شوّال سنة ١٣٣٤ هـ . ق، أنار منزل محمود الكربلائي وليدٌ، جعلته يد القدرة الإلهيّة فيما بعد مَعِينَاً ينهل منه عشّاق العلم والمعرفة من شيعة أهل بيت العصمة والطّهارة صلوات الله عليهم، ومناراً يُضيء لسالكيه درب السير إلى الله سبحانه وتعالى؛ إنّه آية الله الحاج الشّيخ محمّد تقي البهجة (البالغ مناه). لقد كان محمود الكربلائي ذلك الرّجل الصّالح وذو الصّيت الطيّب في مدينة «فومن»[1] على موعدٍ مع مولوده الّذي حباه الله إيّاه وبُشِّرَ باسمه الموعود به، منذ سني شبابه، وذلك من خلال حادثة ألمّت به، حيث كانت مدينة فومن -قبل أكثر من عشر سنوات من الولادة الميمونة للشّيخ البهجة- قد تعرّضت لهجوم مرض فَتكَ بأهاليها واحداً تلو الآخر، وحصد العديد من أبنائها، وقد طال المرضُ الميرزا محموداً فراح ينازع سكرات الموت، ولكن القدرة الإلهيّة شاءت أن يبقى والد «محمّد تقي» على قيد الحياة، إثر رؤيا كانت أشبهَ برؤيا الأنبياء والصّالحين، كبشارة الملائكة لزكريّا بابنه يحيى (عليهما السّلام)، حيث بُشّر بقدوم الطّفل المبارك «محمّد تقي» وهو لا يزال في أول أيام شبابه، وكان آنذاك في السّابعة عشرة من عمره، ولم يكن متزوِّجاً بعد، فكانت بشارةً سبقت الزَّمان والمكان، وبشَّرت بقدوم هذا الطّفل حيث سمع وقتها صوتاً ينادي:

 

«دعوه إنّه والد محمّد تقي!»

فعادت إليه الحياة وصار ينتظر قدومه بشوق ولهفة، وبعد سنوات من الصّبر والتّوسل والنّذورات الّتي قدمتها والدة الطفل «مرضيّة خانم» تلك المرأة المقدّسة العابدة، وُلِدَ «محمّد تقي» ليضفي بهذه الولادة الميمونة على فومن وأهلها نوراً وسحراً وجمالاً من نوع آخر ...

 

[1] من توابع محافظة جيلان في شمال إيران.