الرّسالة 12

بسمه تعالى

 

«قلوب خلت عن ذكرها، فصارت مأوى الشياطين!»

من يعرف أنّه مخلوق، خالقه غيره، يعرف أنّه ينتقل من الضّعف إلى القوّة أو بالعكس، وليس له في نفسه منبع هذه الحركة الصّعودية أو النّزولية، فيعلم أنّه خُلقَ لأجل الصّعود العرفاني العلمي بعد أن لم يكن أو لم يصعد، فيعلم أنّ خالقه خلق هذا الضّعيف «للإستكمال وللصّعود المعنوي» لا «للضّعف العدمي»، وقد علم من الخالق أنّه خلق «للعبودية الموصلة الى أعلى عليين». فمن «لم يسر» باختياره «لم يصل» باختياره[1]، ومن سار وصل إلى مرتبة أعلى، والغافل الفارغ الّذي لا شغل له لا بالذّكر القلبي[2] ولا العملي[3] ولا القولي[4] ملعبة الشّياطين! أعاذنا الله منها، وإنّما علينا: «الطّواف حول الثقلين»[5] اعتقاداً وعملاً والله الموفّق.

 

[1] يعني سماحته (البالغ مناه) أنّ من لا يسير و لا يسلك الطّريق إلى الله باختياره، سوف لا يصل إلى المقصد بسوء إختياره، و حرم نفسه من الوصول إلى المطلوب اختياراً.

[2] الذّكر القلبي أي: أن يكون القلب ذاكراً، يرى خالقه حاضراّ.

[3] الذّكر العملي أي: عند كل عمل يلاحظ أولاً ما هو حكمه الشرعي.

[4] الذّكر القولي أي: تحريك اللسان و التلفظ بالأذكار و الأسماء الإلهيّة.

[5] أي القرآن و العترة الطاهرة (عليهما السّلام).