الرّسالة 10

بسمه تعالى

 

كلّنا نعلم أنّ رضا الله الأجلّ ـ مع أنّه غنيّ بالذّات، ولا يحتاج إلى إيمان العباد ولوازم إيمانهم ـ هو في:

أن يكون العباد دوماً في مقام التّقرب إليه، إذن نعلم [أن الله تعالى] إنّما يحبّ ذكره وإدامة ذكره، لأجل حاجة عباده إلى التّقرب لمبدأ الألطاف واستدامة هذا التّقرب.

فنعلم إذاً بأنّ انتفاعنا من التّقرب إليه سيكون بدرجة اشتغالنا بذكره. وبمقدار ما نسعى في طاعته وخدمته ننال درجة مناسبة من التّقرب والانتفاع بقربه. والفرق بيننا وبين سلمان سلام الله عليه إنّما هو في درجة طاعته وذكره تعالى، الّذي يؤثر في درجة قربنا [منه سبحانه].

وما نعلمه من أنّ ثمّة أعمالاً ستقع محل ابتلائنا في الدّنيا، فعلينا أن نعلم أنّ ما كان منها محل رضا الله فسيُعَدّ خدمة وعبادة وطاعة له أيضاً.

إذن علينا أن نعلم: أنّ الهدف يجب أن يكون في «لزوم صرف العمر كلّه في ذكر الله وطاعته والعبادة» إلى أن نصل إلى آخر درجة نستعدّها للقرب. وإلّا فعندما نرى أنّ البعض قد وصلوا إلى المقامات العالية، و[بينما] نحن تخلّفنا عن تلك [المقامات] من دون عذر، سنكون من النّادمين.

وفقنا الله لترك الاشتغال بغير رضاه، بمحمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.

الأقل محمّد تقي البهجة
المشهد المقدس الرضوي
مطابق ربيع الأوّل ١٤١٧ هـ . ق