بهجة الزّعامة

ونفس الأمر بخصوص المرجعيّة، فإنّه لم يحاول طرح نفسه أبداً. وكان يأبى دائماً التصدّي لها على الرّغم من تاريخه العريق في تدريس خارج الفقه والأصول لمدّة نصف قرن. إلّا أنّ الّذي حصل بعد رحيل آية الله السّيد أحمد الخوانساري(قدّس سرّه)، وآية الله السيد أبو القاسم الخوئي(قدّس سرّه)، هو كثرة الطلّبات بإلحاح من كثير من العلماء والمؤمنين بطبع رسالته العلميّة، وفي كلّ مرّة يطلبون من سماحته أن يصدر رسالة عمليّة كان يقول: «الآخرون موجودون ليحملوا هذا الثّقل على عاتقهم!».

إلى ما بعد رحيل المجتهدين الماضين، جاء إلى سماحته علماء كبار وألحّوا في الطّلب المتكرّر، وقالوا لسماحته: إنّ المعاصرين لسماحتكم قد رحلوا ولم يَبْقَ أحد، فكان النّظر في هذه المسألة بالنّسبة لسماحته يبعث على الاستغراب وعدم الارتياح، فكان سماحته يجيبهم: «اصبروا حتّى ينشر كلّ من يريد أن يطبع رسالته، بعد ذلك إذا بقي شخص لم يقلّد أحداً من الآخرين، وأراد أن يقلّدني أنا العبد فقط، وكان مصرّاً على ذلك، حينها انشروا فتاواي»[1]، إلى أن أصرّوا كثيراً فقَبِلَ سماحته أن تُطبع فتاواه دون ذكر اسمه، فمع هذا لم يرض سماحته أن يذكر اسمه على الرّسالة العمليّة، وبالنّهاية ورغم الإصرار طبعت الرسالة بدون ذكر اسم سماحته، ومن الطّبعة السّادسة وما بعد تمّ كتابة ما يلي وبدون ذكر الألقاب: «العبد محمّد تقي البهجة»، ومرّة أخرى تنكشف ترنّمات الأنوار السّبحانيّة في حالات وتصرّفات العظماء من أولياء الله[2].

كذلك في المجالس الّتي كان يقيمها سماحته، حيث كان(قدّس سرّه) يوصي خطباء المجالس أن لا يذكروا اسمه، لا في أثناء المجلس ولا في آخر المجلس، كما هو الرّائج بدعاء الخطيب لصاحب المجلس.

لقد كان قبول سماحة الشّيخ البهجة للمرجعيّة أمراً مستغربا جدّاً، لا سيما لدى من كان يعرف سماحته ومن كان يعرف هروبه من التصدّي للمرجعيّة، وذلك على الرغم من اشتهار أعلميته وذياع صيت تقواه وورعه بين الخاصّ والعامّ. وفي هذا السّياق ينقل آية الله الشّيخ مصباح اليزدي:

«أنا شخصيّاً أرى أنّ تصدّي سماحته للمرجعيّة يُعدّ من كراماته أيضاً، فظروف حياته الصّعبة وخاصّةً في ذاك العمر الّذي ناهز الثّمانين، لم تكن تسمح له بقبول عبءٍ ثقيلٍ كهذا، والأشخاص الّذين كانوا يعرفون سماحة الشّيخ لم يتوقّعوا أن يحمل سماحته لواء المرجعيّة على كتفه وأن يقبل هذه المسؤوليّة.

وبلا شكّ فإنّ السّبب الوحيد الّذي دفع سماحته لقبول مسؤوليّة المرجعيّة هو إحساسه بالوظيفة المتعيّنة، لا باعث غير ذلك. ويجدر بالذّكر أنّ تصرّفات سماحته في هذا الزّمن مع هذه الطّهارة والزّهد تُتِمّ الحجّة على الآخرين، إنّه يمكن أن تكون مرجعاً وتعيش بهذه البساطة، بدون أن يحصل أيّ تغيير في الملبس والمأكل والمسكن وشروط الحياة»[3].

فلم تكن تهمّه مسألة طرح اسمه من بين المراجع، ولم يكن يعير لهذه المسألة انتباهاً أبداً، بل كان يعارض ذلك كثيراً وبقوّة، وينقل نجل سماحته في ذلك:

«قبل وفاة آية الله الأراكي أُخبر سماحتُه بأنّ هناك نيّةً لطرح اسمه مرجعاً من قبل جامعة مدرسي الحوزة العلميّة فأرسل إليهم: لا أرضى بأن يُطرح اسمي!».

كما كان سماحته يهرب من الشّهرة في الأمور المعنويّة والكرامات، كذلك كان دأبه في نأيه عن التّصدّي للمرجعيّة بكلّ ما أوتي من قوّة وبشتّى الأساليب، إذ ينقل أحد خواصّ طلبة سماحته، أنّه في أحد دروس سماحته لم يكن يطرح البحث كعادته في التّعمق وبيان آرائه الدّقيقة والعميقة، بل كأنّ سماحته كان يتعمّد عرض البحث بشكلٍ مبسّط، وعندما انتهى الدرس رأينا أنّه كان من بين الحضور أحد الأشخاص الّذين يعوّل عليه في تعيين مراجع التّقليد ويعتمد عوامّ النّاس على كلامهم في تحديد مرجع التّقليد، فقد تعمّد سماحته طرح الدّرس بشكل مبسّط حتّى لا يبيّن مدى علميّته أمام ذاك الشّخص، وبالتّالي فلا يُطرح اسمه من بين الأشخاص المنتخَبين للمرجعيّة.

في حين أنّه من الطّبيعي أنّ كلّ عالم يحبّ أن يبرز علميّته، ولا سيما في مثل موقف سماحته، ولكنّه أبى ذلك فراراً من الشّهرة الّتي تعدّ أمراً ليس ممدوحاً لدى أولياء الله المخلصين، ولكن أبى الله إلا أن يشيع لعبده فضله وعلميّته بين النّاس الخاصّ منهم والعامّ.

ينقل الشّيخ الرّيشهري في كتابه زمزم عرفان عن لسان سماحة الشّيخ علي نجل سماحة الشّيخ البهجة (البالغ مناه):

«إنّه قبل أحد عشر شهراً من وفاة والدي اتّصل بي أحد علماء الدّين من طهران اسمه الشّيخ أُويسي وقال لي: إنّ هناك شخصاً يعيش في الدانمارك يريد أن يصل لخدمة سماحة الشّيخ البهجة، فقلت: لا يوجد لدى سماحته لقاءات خاصّة. فقال: يريد أن يدفع أموالاً شرعيّة لديه، فقلت له: يمكنه تسليم المبلغ لمكتب سماحته أو أن يضعه في الحساب المصرفي. فقال لي الشّيخ أُويسي: هو يريد أن يسلّم المبلغ بنفسه بيد سماحة الشّيخ حيث إنّ هذا الشّخص لديه قضيّة خاصّة وأصرّ على ذلك. فقلت له: نحن لا مجال لدينا للقيام بهذا الأمر، يمكنه أن يأتي للمسجد صباح الجمعة فقط ويسلّمه بيد سماحة الشّيخ.

أحد أيّام الجمعة جاء هذا الشّخص إلى قم ووُفق القرار السّابق التقى بسماحة الشّيخ في ممرّ المسجد وأعطى لسماحته ظرفاً، عندما رجع والدي من المسجد ودخل إلى غرفته جاء هؤلاء إليّ ، والشّخص الّذي كان يريد لقاء سماحته كان أصله عراقيّاً وعمره بين الأربعين إلى خمسين سنة، وكان يتكلّم العربيّة، ولكنّ أخا زوجته كان يعرف الفارسيّة، وكان معهما أحد الطّلبة.

يقول ذاك الشّخص: لقد كنت مدّة أربع عشرة ساعة في الطّائرة حتّى وصلت إلى طهران.

فقلت له: ليس ضروريّاً أن تأتي إلى قم لتدفع الحقوق الشّرعيّة، كان يمكنك أن تقوم بهذا عن طريق الإنترنت.

فقال: أنا لست بسيطاً، أملك خمسة مجمّعات تجارية في السّويد والدّانمارك، وإدارة واحد منها يصعب في الوطن فضلاً عن إدارة خمسة مجمّعات في بلاد أجنبيّة. وهذا المبلغ من الدّولارات أحضرته بيدي بصعوبة، وأنا لست الشّخص الّذي يمكن لأحد أن يخدعني بسهولة وأن أصدّق أيّ كلام بسرعة.

ثم قال: ما حدث معي هو هذا، إنّه التفتّ في أحد الأيّام أنّ عليّ دفع حقوقٍ شرعيّة، ولكن لم أكن أعلم لأيّ شخص أدْفَعُها، توسّلت بصاحب الزّمان | نفسه، وطلبت من حضرته أن يرشدني.

مضت مدّةٌ، ولا خبر،إلى أحد أيّام الجمعة عصراً كنت في الطّريق، تذكّرت حضرة الإمام الحجّة |، وإنّني منذ عدّة أشهر قد رجوت منه أن يرشدني ولم يكن قد أعطاني جواباً،انفجرت وبعينين باكيتين خاطبت حضرته: أنا لا أطلب منكم المال، أريد أن أوصل لكم أموالكم، وتركتموني في بلاد الكفر هذه، ولا ترشدونني؟! والله العظيم والله العظيم، سمعت بأذني صوتاً واضحاً جدّاً، جاء الجواب: «توصله ليد خليفتنا الشّيخ البهجة!»، بعد سماع هذا الصّوت، ذهبت إلى أحد المشايخ بمنطقتنا والّذي كان أصله أفريقيّاً يعيش في الدّانمارك وكان من أهل المعنى، وأخبرته بقضيّتي، فقال لي: إن كان للحجّة | في الأرض خليفةٌ فهو نفس الشّخص الّذي سمعت اسمه.

فقلت: أين هو؟ لا أعرفه.

فقال: في إيران، ويعيش في قم.

فقلت: كيف يمكنني أن أصل إليه؟

فقال: أعطني فرصة يومين أو ثلاثة.

وبعد يومين أو ثلاثة أعطاني رقم هذا الشّيخ [أي الشّيخ الأُويسي].

عندما أردت أن آتي إلى إيران، ذهبت إلى ذلك الشّخص الإفريقي فقال لي: انظر! إنّ الشّيخ البهجة هذا يفرق عن الآخرين. هو ليس من الأشخاص الّذين يسمحون أن تُقبّل يده أو أن تقف جواره وتأخذ صورة بهاتفك، أو تتحدّث طويلاً، تجلس أمامه وتنظر في عينيه، إذا أعطاك شيئاً بعينيه أعطاك، وإلا فاسكت!

يكمل ذاك الشّخص مرّة أُخرى بهذا القسم: والله العظيم والله العظيم، إن سماحته تعامل معي كما كان قد قال لي ذاك الأفريقي»[4].

فهذه القصّة ليست الشّاهد الوحيد على أعلميّته وأورعيّته بل هي متوافقة مع الأمر الظّاهريّ ممّا ينقله الكثير من العلماء الكبار والتّي تدلّ على أنّ سماحته قد حاز الدّرجات العاليّة في المقامات العلميّة والمعنويّة معاً، ويشهدون له بالعلميّة الفائقة والمتميّزة جدّاً، بل قد صرّح بعضهم بأعلميّة سماحته، وما سيتمّ ذكره هو نبذة منها.

لقد كان سماحته من النّاحية العلميّة قويّاً جدّاً، كان دقيقاً ومتعمّقاً جدّاً عند تحقيقه في المسائل، لكنّه لم يكن مستعداً أن يعرف الآخرون ذلك، كان يقول آية الله الافتخاري أحد علماء مجلس الاستفتاء إنّه:

«كنت لمدّة ثلاثين عاماً في مجلس استفتاء المرجع الفلاني الكبير، كلّ مسألة كانت تطرح كان يقول: أحضروا كتاب العروة، وإذا لم تُحل كان يقول: أحضروا كتاب الوسيلة، وبعده ...، في النّهاية كان يحلّ المسألة بمراجعة كتاب الجواهر، ولكن سماحة الشّيخ البهجة في هذه العشر أو الخمسة عشر عاماً لم يكن يُرى أنّه يحتاج كتاباً، ونفس سماحته كان يطرح المسألة ويحلّها، وكنّا نرى بعد مراجعة الكتب الفقهيّة أنّ القضيّة نفس ما تفضّل سماحته، ويضيف آية الله الافتخاري(قدّس سرّه): حسب رأيي أنّ سماحته كان في الفتوى أيضاً[5] ملهَماً ولا مثيل له»[6].

وكان يقول آية الله السّيّد محمّد الرّوحانيّ:

«إنّ الشّيخ البهجة عالم كبير، [لكن] زهده غطّى علمه!».

وفي هذا يقول آية الله الشّيخ المشكيني:

«إنّ سماحته من النّاحية العلميّة ذو مرتبة عالية جدّاً ـ في الفقه وفي الأُصول أيضاً ـ بين فقهاء الشّيعة»[7].

وكان يقول آية الله الشيخ محمّد الصادقي الطّهراني(قدّس سرّه) صاحب تفسير الفرقان:

«إنّ الشّيخ البهجة هو آية الله العظمى من النّاحية العلميّة ومن ناحية التّقوى أيضاً، إنّ سماحته درّة ثمينةٌ جدّاً، والّذي ينبغي أن يقال: مع أنّ سماحته اشتهر بالتّقوى والعرفان ولكنّ فضله [علميّته] أكثر من تقواه»[8].

ويذكر آية الله الشّيخ الحائري الشّيرازي:

«سألت بعض الأعاظم عن الأعلم فقالوا: إنّ الشّيخ البهجة قدرته من النّاحية العلميّة أكثر من البقيّة، لأنّه درس عند أمثال الشّيخ محمّد الحسين الكمباني(قدّس سرّه)، بعد ذلك تحقّقت أيضاً قليلاً ووصلت إلى هذا المعنى، إنّ سماحته أعلى من البقيّة فعلاً من النّاحية العلميّة، على هذا إذا أردنا أن نجد شخصاً جامعاً للعلم والتّقوى معاً ويمكن الاستفادة منه من كلا الجهتين، فهذا منحصرٌ بشخص سماحة الشّيخ البهجة»[9].

ويقول آية الله الرّودباري بحقّ سماحته:

«إنّ سماحته هو الكلمة الطّيبة والشّجرة الطّيبة، الّتي صلابتها واستقامة أصلها وجذرها يمكن أن تصون وتحفظ مقام المرجعيّة المنيع والعظيم ،من العواصف والحوادث الموجّهة، ومن تيّارات الانحراف المموّهة الخدّاعة، وقد تحمّلَ عبء هذه الأمانة الكبيرة بهذين الرّكنين العظيمين وهذين العمودين المحكمين، أي الفقاهة والورع، كما كان عليه السّلف الصّالح، أمثال الشّيخ مرتضى الأنصاري (قدّس سرّه) »[10].

 

ويقول آية الله الشّيخ المسعودي الخميني:

«وبالنّسبة للمرجعيّة لقد أعلنت في جامعة المدرّسين أنّ سماحته هو الأرجح»[11].

وينقل آية الله الشّيخ محمد حسين أحمدي الفقيه اليزدي عن آية الله الشّيخ جلال طاهر شمس(قدّس سرّه):

«إن آية الله العظمى الشّيخ البهجة قد وصل لأفقٍ بحيث إنّه عندما ينظر في أحكام وأوامر الإسلام فإنّه يعطي الفتوى الّتي ترضي الله سبحانه»[12].

ويضيف أيضاً أنّه لدى التّحدث حول المرجعيّة عند آية الله السّيد بهاء الدّيني قال(قدّس سرّه):

«يلزم وجود شخص كالشّيخ البهجة!».

ويقول الشّيخ الفقيه اليزدي:

«إنّ آية الله بهاء الدّيني قد قال في مقام آخر: إنّ الرّجوع إلى آية الله البهجة هو مورد رضا الله سبحانه»[13].

وكان يقول أحد المراجع الحاليّين في قم المقدّسة:

«أنا أقول بأعلميّة الشّيخ البهجة من الآخرين»[14].

وكذلك من بين العلماء القائلين بأعلميّة سماحته هم، آية الله الشّيخ المصباح اليزدي، وآية الله الشّيخ جوادي الآملي، وآية الله الآذري القمّي، وآية الله الشّيخ المشكيني، وآية الله الحائري الشّيرازي و...

ومن الجدير بالذّكر أنّ أحد الفضلاء وهو نجل أحد زعماء الشّيعة الكبار قد أتى إلى سماحة آية الله الشّيخ البهجة (البالغ مناه)، وبيّن لسماحته أنّه يريد العدول إلى تقليد سماحته وذلك بعد أن تبيّن له أعلميّة سماحته، هذا على رغم أنّ والد هذا الشّخص كان أحد مراجع التّقليد المشهورين، ولكنه صرّح هذا قائلاً: «بعد أن تبيّن لي أعلميّة سماحتكم استشرت والدي وعدلت عن تقليده إلى تقليدكم، وأريد أن أسألكم عن حكم أعمالي السّابقة».

أجل فإن علميّة سماحته لم تكن مخفيّة على الخواصّ، ولكنّ سماحته وبسبب هروبه من الشّهرة وذياع الصّيت أبى إلّا أن يبقى كنزاً مخفيّاً لا يعرفه إلا أهل المعرفة.

 

 

[1] زمزم عرفان، ص ٢١.

[2] بالنّتيجة، يمكن القول: إنّه من بين زعماء الشّيعة على مرّ التأريخ ـ الّذين إما أنّهم قد قبلوا المرجعيّة أو قد رفضوها بشكلٍ كلّي ـ كان سماحته أول عالم صالح للمرجعيّة في الشّيعة، و الّذي جمع بين «عدم قبول زعامة الشّيعة العامّة» و بين «قبول أقلّ الواجب لأجل خواصّ الخواصّ»، حتّى لا يسنتكف عن وظيفته الشّرعية و لا يعتزل، و كذلك لا يقبل الزّعامة العامّة، إنّما أخذ على عاتقه المقدار الواجب فقط، و امتنع من توسيع دائرة مقلّديه، بأسلوبه الخاصّ.

[3] بهجت عارفان در حديث ديگران، ص ٦٨.

[4] زمزم عرفان، ص ٢٥٠.

[5] أي أنّ سماحته لم يكن فقط ملهماً في الأمور المعنويّة و إنّما كان ملهماّ في الأمور العلميّة أيضاً.

[6] زمزم عرفان، ص ٢٣٥.

[7] برگي از دفتر آفتاب، ص ١١٥.

[8] نكته هاي ناب، ص ١٠١.

[9] نكته هاي ناب، ص ١٠٩.

[10] كتاب نكته هاي ناب، ص١٠٥.

[11] بهجت عارفان در حديث ديگران، ص ١١٤.

[12] بهجت عارفان در حديث ديگران، ص ١٤١.

[13] بهجت عارفان در حديث ديگران، ص ١٤٢.

[14] نكته های ناب، ص ١٢٩.