معرفة الإمام المهديّ (عج)

س: نسأل من حضرتكم دلالةً وهدايةً إلى الإمام المهدي (عليه السّلام) ؟

ج: بسم الله الرحمنالرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة على سيّد الأنبياء محمّد (ص) وعترته سادة الأوصياء (عليهم السّلام) ، واللّعن الدّائم على أعدائهم أجمعين.

وبعد: فالسّؤال عن حياة المهديّ (عليه السّلام) وعن خلافته له محلٌّ لمن لايعتقد بإمامة والده المعظّم الحسن بن عليّ العسكريّ (عليه السّلام) ، والقائلون بإمامته متّفقون على خلافة المهديّ ولده العزيز وبقائه إلى ظهوره للعموم، والرّوايات المشهورة عن الوالد، والوصاية للولد (عليه السّلام) ، ثابتة معتبرة وذلكم ضروريّ المذهب الحقّ الّذي هو الدّين الكامل التّام، ولو لا ذلك، لم يبق الدّين للمسلمين، لأنّ لازم المفروض أنّ أهل الإسلام كلهم معتقدون للأباطيل، وتزيد على ذلك كلّه ما تواتر من شهود الصّالحين من العلماء وغيرهم والمستغيثين في الشّرق والغرب للإمام الثّاني عشر بحيث يقطع بالصّدق من علم ببعضها وإن لم يعلم كلها؛ فاسأل وأنصِف، تعلم يقيناً وأنا الضّامن له في هذا اليقين؛ ونزيد على كلّ ذلك، ما يثبت في آخر الحديث المتواتر بين الفريقين، أعني حديث الثّقلين من قوله (ص): «و إنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»[1] ففي كلّ زمان يثبت القرآن عنده له، يثبت العترة الطّاهرة له.

 

[1] سنن الترمذي، تحقيق أحمد محمّد شاكر ، ج ٥، ص ٦٦٣، ح ٣٧٨٨، حدثنا علي بن المنذر الكوفي قال: حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم قالا: قال رسول الله صلى الله عليه و[آله] و سلم: «إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض. وعترتي أهل بيتي، و لن يتفرقا حتّى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما» «هذا حديث حسن غريب».